أسس ومتطلبات تدريب سباق 800م
نبذة تاريخية :
حسب تصنيف الاتحاد الدولي لألعاب القوى ، تعد فعالية ركض 800 متر ضمن فعاليات الاركاض المتوسطة ، وتمارس من قبل الرجال والنساء ، وأدخلت لأول مرة ضمن فعاليات الدورات الأولمبية للرجال في دورة أثينا عام 1896 والتي فاز بها البطل الأسترالي ( ادوين فلاك ) بزمن ( 2.11 ) دقيقة وحصل الهنغاري ( ناندورداني ) على الوسام الفضي بزمن ( 2.11.8 ) دقيقة.
أما بالنسبة للنساء فقد أدخلت هذه الفعالية في دورة امستردام عام 1928 ولكن لم تنجح المحاولة وألغيت من الدورات حتى أدخلت في دورة روما عام 1960 .
وعند مقارنة زمن هذه الفعالية في الدورة الأولى وما تحقق في الدورات الأخيرة من زمن ( 1.41.01 ) دقيقه نلاحظ أن هناك تطور كبير قد تحقق وهذا يعود لأسباب عديدة منها استخدام الوسائل العلمية في التدريب من تقنين الأحمال التدريبية من حجم وشدة وراحة واستخدام الطرائق التدريبية الملائمة للمتطلبات البدنية الخاصة بهذه الفعالية فضلا عن الاعتماد على المتغيرات الفسيولوجية كمؤثر في استخدام الأحمال التدريبية وتقنين فترات الراحة وخصوصا مؤشري معدل ضربات القلب وتركيز اللاكتيك في الدم ،مع العمل على تطوير أنظمة طاقة معينة .
علاقة ركض 800 متر بالقدرات البدنية :
يعد اختيار القدرات البدنية المناسبة لتطوير هذه الفعالية من الضروريات المهمة جدا ،إذ أن هذه المسافة تقع ما بين الاركاض السريعة والاركاض الطويلة نسبيا لذلك يجب أن يكون هناك اختيار مناسب لهذه القدرات واستخدامها في المراحل التدريبية .
علاقة ركض 800 متر بالتحمل
يعد التحمل قدرة بدنية من الضروري جدا تطويرها بنوعيها العام والخاص .فالتحمل العام من الضروري تطويره في مرحلة الإعداد العام لأنه يعمل على تحسين كفاءة عمل الجهازين الدوري والتنفسي والقلب وذلك بزيادة حجم القلب الحصول على تجاويف واسعة مما يؤدي إلى اقتصاد في عملالقلب بقلة في معدل ضرباته مقابل زيادة حجم الضربة القلبية وزيادة في حجم الدم المدفوع إلى العضلات لتغذيتها كما يعمل على زيادة كمية الهيموغلوبين وزيادة في الشعيرات الدموية في الأنسجة العضلية مما يؤدي إلى تغذيتها بالدم على نحو واسع فضلا عن تطوير عمل الجهاز التنفسي وخصوصا الرئتين باستيعاب اكبر كمية من الأوكسجين وتزويد العضلات به ،كما يعد العامل الأساسي في مقاومة التعب وذلك بالتخلص من حامض اللاكتيك المتركز في العضلات والمسبب للتعب أما بتحويله إلى ثاني أكسيد الكاربون وماء وطرحه خارج الجسم أو بنشره في العضلات الغير عامله وللقلب والكبد مرة أخرى.
كما ويعد التحمل العام الأساس في تطوير التحمل الخاص وتحمل السرعة الذي هو أحد أنواع التحمل الخاص .
وفضلا عما تقدم فان التحمل العام يساعد على ” سرعة عودة النبض إلى حالته الطبيعية بعد أداء جهد بدني ” ، فالتحمل العام يمكن الرياضي والشخص غير الرياضي من أداء جهد لمدة طويلة دون الشعور بالتعب لذلك تم تعريفة بأنه مقدرة اللاعب /اللاعبة على الاستمرار في الأداء البدني العام بفاعلية والذي له علاقة بالأداء الخاص في الرياضة التخصصية .
ويذكر ( دايفيد ساندرلاتد ) مدرب منتخب بريطانيا أن التحمل يعطي الرياضي أساسا قويا يستمر لسنوات طويلة ويساعد على تنفيذ كافة متطلبات التدريب وتشارك أنواع عديدة من المطاولة وهي :
أولا : المطاولة القصيرة الأمد : والتي تستمر من 8-2 دقيقة ويكون تطويرها عن طريق :
.1 التدريب الفتري لمسافات قصيرة وتكرارات بأعداد كبيرة وبراحة نسبتها2:1 أو 3:1 .
.2 تدريب تكراري بتكرار قليل مع راحة نسبتها 5:1 .
ثانيا : المطاولة متوسطة الأمد : والتي تستمر من 30-8 دقيقة ويكون تطويرها عن طريق :
.1 التدريب الفتري .
.2 ركض ثابت لتطوير المطاولة الأساسية .
.3 ركض لاأوكسجيني سريع لمسافات متوسطة يتدخل فيها حامض اللاكتيك .
ثالثا : المطاولة الطويلة الأمد : 30 دقيقة فما فوق ويكون تطويرها عن طريق :
.1 الركض المستمر والوصول إلى الحالة الثابتة بمعدل ضربات قلب 140ض/د ويكون أما قطع زمن معين أو تكرار مسافات معينة .
.2 ركض سريع بسرعة السباق بمعدل ضربات قلب 170 ض/د ويعاد التكرار عند عودة النبض إلى 130 ض/د .
.3 فارتلك هولمر.
ثانيا : علاقة ركض 800 متر بتحمل السرعة الخاصة
نظرا لأداء هذه الفعالية بشدة عالية وشبه عالية يكون لزاما على الرياضي أن يحافظ على سرعته طوال مسافة هذه المسابقة،لذلك يكون التدريب على تطوير القدرات البدنية بهذا الاتجاه،وتعد قدرة تحمل السرعة الخاصة لهذه الفعالية من القدرات البدنية الحركية الضرورية والمهمة جدا لأنها تتكون من التحمل والسرعة معا ويكون تطويرها في مرحلة الإعداد الخاص .
أن تطوير هذه القدرة تجعل الرياضي محافظا على سرعته بشدة قصوى وشبه قصوى طوال مده استغراق المسابقة مقاوما التعب نتيجة شدة الأداء وتراكم كميات عالية من حامض اللاكتيك في العضلات وتركيزه في الدم لاحقا نتيجة نقص الأوكسجين لذلك فهي تعني ” مقاومة أجهزة جسم الرياضي العضوية للتعب تحت حالات الشدة القصوى ” لذا عند التدريب يكون هناك اختيار مسافات خاصة بركض 800 متر لتطوير هذه القدرة . ويذكر عنها ( ماتفيف ) بأنها ” قابلية مقاومة التعب في العمل العضلي الذي يتطلب سرعة عالية مثل الركض القصير وركض المسافات المتوسطة ” . لذا فهي تعمل على تهيئة اللاعب على بذل جهد بدني بشدة عالية لأطول مده زمنية ممكنة بنفس الكفاءة تحت ظروف نقص عال للأوكسجين .” كما أكد على ضرورة هذه القدرة لفعالية ركض 800 متر وتطويرها في مرحلة الإعداد الخاص كل من ( Ballesteros .M .J ) و(Alvares .J ) ” .
ويؤكد ( دايفيد ساندرلاند ) على أن هذه القدرة الحركية ” تعد مفتاح الأمان لركض 800 متر فيما إذا استخدمت بشكل منتظم والمسافات التي تعطي من 200 –1000 متر والشدة تكون عالية والراحة قصيرة وتزداد عند التقرب إلى مرحلة المنافسات ”
أما ( جيم بالستروز ) المدرب العالمي فيذكر بان ” تحمل السرعة يعمل على تهيئه الرياضي للجهد الشديد أي يزيد من قابلية الرياضي لتحمل نقص الأوكسجين والشدة تكون من 90-100 % وبتكرارات قليلة اكثر من مسافة السباق ”
لذلك هذه القدرة الحركية مهمة جدا لتطوير فعالية ركض 800 متر والتي يؤدي تنميتها زيادة في كفاءة الرياضيين وقدرتهم على تحمل جهد بدني عال خلال أداء مسابقة 800 متر مقاومين التعب الحاصل نتيجة زيادة تركيز حامض اللاكتيك الناتج من نقص الأوكسجين .
علاقة ركض 800 متر بأنظمة الطاقة
أن فعالية ركض 800 متر تعد من المسافات المتوسطة وتقع ضمن منطقة الشدة الأقل من القصوى عند تقنين الإحمال التدريبية لها . لذا فان أنظمة الطاقة تشترك كلها في أداء هذه الفعالية ولكن بنسب متفاوتة .كما تباينت المصادر الفسيولوجية في ذكر نسبة الطاقة اللااوكسجينية إلى الاوكسجينية فبعضها يذكر بان النسبة هي 95 %- 5%على التوالي ، ومصدر آخر يذكر أن النسبة 85%-15%على التوالي.
من ذلك يتضح بان المصادر كلها ترجح تفوق النظام اللااوكسجيني على الأوكسجين ،وبالرغم من ذلك فإن هذا التباين يعود إلى زمن أداء هذه الفعالية ،إذ كلما ازداد الزمن اصبح قريبا إلى النظام الأوكسجين ،كما يرتبط ذلك بفئة اللاعبين سواء كانوا مبتدئين أو ناشئين أو متقدمين ،وكذلك حسب الجنس سواء كانوا ذكورا أو إناثا.
وبما أن هذه الفعالية تستغرق ركض دورتين حول الملعب والبالغ 400 متر وليس بالإمكان قطعها بالسرعة القصوى لذا يكون هناك توازن في استخدام الطاقة للمحافظة على تكملتها بكفاءة عالية .في بداية الركض يكون نظام الفوسفاجين هو السائد ولمسافة 100 متر ثم يبدأ بخفض السرعة لتكون اقل من القصوى ولمسافة حوالي 700 متر يتكون نظام الطاقة الغالب هو نظام حامض اللاكتيك ويشترك معه النظام الاوكسجيني لاحقا بنسبة اقل مع زيادة في السرعة في الـ 100 متر الأخيرة من السباق إذ أن تكملة السباق بالسرعة العالية يؤدي إلى نقص في الأوكسجين مما يؤدي إلى العمل بعدم وجود الأوكسجين وبالتالي يؤدي إلى تراكم عال لحامض اللاكتيك في العضلات والدم ويسرع في ظهور علامات التعب لذا يكون تدريب هذه الفعالية على تعويد العضلات على العمل بالشدة القصوى والأقل من القصوى بالرغم من تراكم حامض اللاكتيك وتطوير نظامي الطاقة اللااوكسجين والاوكسجين .
متطلبات تطوير ركض 800 متر
تعد هذه الفعالية من الاركاض التي تحتاج إلى تطوير متطلبات بدنية خاصة واستخدام طرائق تدريبية مناسبة مع كل قدرة بدنية ومرحلة إعداد فضلا عن تطوير أنظمة طاقة تتناسب مع مسافتها وشدة أدائها العالية وقدرة على تحمل ارتفاع مستوى حامض اللاكتيك في العضلات والدم وزيادة الألم المصاحب له نتيجة التعب الذي يحدث . فإن الاهتمام بالناحية الفسلجية وربطها بالتدريب وكذلك المتغيرات البيوكيميائية التي تحدث في العضلات والدم له أهمية بالغة في تحسين المستويات الرياضية لكل أنواع الرياضات ومنها ركض 800 متر لذا ترى أن متطلبات ركض 800 متر هي :-
.1 التكنيك الجيد والتكتيك : حيث يعتمد ركض المسافات المتوسطة على توفير السرعة باقتصادية ويتطلب ذلك تحويل الطاقة المتوفرة إلى سرعة عالية عن طريق سعة الخطوة القصيرة وخفض في تردد الخطوة بحيث تعتمد طول الخطوة على القوة والتوافق العضلي العصبي فكلما كانت القوةوالتوافق العضلي العصبي جيد كان طول الخطوة مناسب . أما الغرض من التكتيك هو الحصول على احسن موقع بالركض بالنسبة للمتسابقين ويعتمد ذلك على الإنجاز الواقعي للمتسابق والهدف في السباق كان يكون الهدف هو تحقيق الفوز أو تسجيل افضل رقم ، ولتسجيل افضل زمن تعتمد على قدرة وقابلية الرياضي على توزيع مصادر الطاقة لمسافة معينة.
.2 اختيار الطرائق التدريبية المناسبة مع كل مرحلة تدريبية وقدرة بدنية والطرائق التي تستخدم في تدريبها الطريقة المستمرة والفتري المنخفض الشدة والتدريب الدائري خلال مرحلة الإعداد العام لتطوير التحمل العام والقوة العامة والفتري المرتفع الشدة لتطوير السرعة . والفتري المرتفع الشدة والتكراري خلال الإعداد الخاص لتطوير السرعة وتحمل السرعة والفتري المنخفض الشدة لتطوير التحمل والدائري والمحطات لتطوير القوة المميزة بالسرعة وتحمل القوة . وفي مرحلة المنافسات التكراري والفتري المرتفع الشدة والاختبارات .
.3 استخدام الحمل التدريبي المناسب وتوزيع مكوناته من حجم وشدة وراحة مع كل مرحلة تدريبية وطريقة تدريبية وقدرة بدنية وذلك باستخدام الحجم الكثيف والراحة القليلة والشدة المنخفضة خلال مرحلة الإعداد العام وذلك لبناء أساس متين للأجهزة الوظيفية والعضوية لأجل التهيؤ للإعداد الخاص الذي يكون الحجم منخفضا والشدة عالية والراحة تكون مناسبة مع هدف التدريب .
.4 اختيار القدرات البدنية المناسبة لركض 800 متر وهي القوة العامة والتحمل العام والمرونة وذلك للحصول على قوة عامة لكافة عضلات الجسم والتي سوف تعتمد عليها القوة الخاصة خلال الإعداد الخاص ويقابلها بنفس الوقت مرونة جيدة لمفاصل الجسم ومطاطية للعضلات وذلك منعا للإصابات وقدرة على تحمل شد عضلي عال عند أداء السرعة وتحمل السرعة أو عند أداء أي شد عضلي قصوي أو شبه قصوي .
وقدرة تحمل السرعة التي تنمي لدى الرياضي قدرة المحافظة على سرعته طول مسافة 800 متر مقاوما التعب الذي يحدث نتيجة الشدة العالية ونقص الأوكسجين الحاد وتراكم عال لحامض اللاكتيك في الدم وكذلك تحمل القوة التي تنمي لدى رياضي 800 متر قوة تحمل عال ببذل قوة بشدة عالية لمدة طويلة نسبيا وكذلك قدرة القوة المميزة بالسرعة التي تنمي لدى الرياضي مقاوما الشدة العالية أثناء السرعة وتحمل السرعة . وأخيرا قدرة تحمل السرعة الخاص الذي ينمي لدى رياضي 800 متر تحمل السرعة الخاص بهذه الركضة من خلال التدريب على مسافات لها خصوصية بهذه الركضة كأن تكون قريبة من مسافة 800 متر أو اكثر أو ¾ أو ½ أو ¼ مسافة السباق وقد أكد على هذه القدرة مدرب منتخب بريطانيا للناشئين ( ساندرلاند ) بان هذه القدرة تعد مفتاح الأمان لركض 800 متر إذا استخدمت بشكل منظم والمسافات التي تعطى من 1000-200 متر بتكرار قليل وبشدة عالية وراحة قليلة وهذه تطول مع الاقتراب من موسم المسابقات.
.5 تطوير أنظمة الطاقة الخاصة بركض 800 متر إذ تدرج هذه الفعالية ضمن نظام الطاقة المختلط مع تغلب الطاقة اللاهوائية بنسبة اكثر من الهوائية إذ تتم الحاجة إلى النظام الفوسفوجيني في بداية السباق ولمسافة حوالي 100 متر إذ تكون البداية بسرعة قصوى ثم خفض الشدة لتكون شبة قصوى حتى نهاية السباق أو حتى لآخر 100 متر وهنا يكون نظام الطاقة اللاهوائي الكلايكوجيني وفي نهاية السباق الانطلاق بسرعة لتكملة السباق بأقل زمن أو الحصول على المركز الأول . لذلك يجب أن يكون هناك تطوير للقدرات اللاهوائية اللاكتيكية لان حامض اللاكتيك في هذه الركضة يزداد مستوى تراكمه بشكل عال والذي يؤدي إلى حدوث التعب.
.6 ربط التدريب بالمتغيرات والقدرات الفسيولوجية والبيوكيميائية مثل مؤشر معدل ضربات القلب الذي يعد مؤشرا مهما وسهلا لمعرفة شدة الحمل التدريبي وبأي اتجاه يكون لمعرفة نظام الطاقة المستخدم واستخدامه في تقنين الراحة ليكون التدريب اكثر ملاءمة وعلمية وكذلك مؤشر الحد الأقصى لاستهلاك الأوكسجين لمعرفة شدة التدريب الذي يعد افضل المؤشرات سابقا في تقنين شدة حمل التدريب وحاليا اجمع اغلب علماء التدريب والفسيولوجيا على مؤشر حامض اللاكتيك المهم جدا في التعرف على شدة التدريب من المتغيرات البيوكيميائية التي تحدث في العضلات والدم ولصعوبة فحصة في العضلة يعتمد على تركيزه في الدم بعد انتقاله من العضلات .
إن الاعتماد على تلك المؤشرات في التدريب تجعل المدرب والرياضي في منطقة الأمان أثناء التدريب إذ يكون اكثر علمية لذلك نرى بان التدريبات التي تعتمد على تلك المؤشرات هي افضل واسلم وهذا ما يقوم به المدربين في العالم واستنادا للمصادر التي اطلعت عليها التي توفرت للباحثة وهذه التدريبات هي :
.1 تدريب السرعة : وتستخدم لتنمية ATP-PC والقوة العضلية وتؤدى بأقصى سرعة واستشفاء كامل ، وأدخلت عليها تقسيمات أخرى وهي :
- تدريب تحمل اللاكتيك .
- تدريب إنتاج اللاكتيك .
- القدرة العضلية .
.2 تدريب الحد الأقصى لاستهلاك الأوكسجين : وفيها تكون المسافات بين 600-300 متر وبشدة من %90-80 إذ يذكر ( ماجلشو ) بان أداء تكرارات لمسافات متوسطة له اثر كبير في تنمية الحد الأقصى لاستهلاك الأوكسجين كما يصل زمن المجهود إلى ضعف زمن الراحة 1-2 .
.3 تدريب العتبة الفارقة اللاهوائية : تلعب العتبة الفارقة دورا حيويا في مسافات 400 متر فاكثر كما تؤثر في مسافات 200-100 متر ويفضل استخدام السرعة الأقل من الأقصى التي ينتج فيها تركيز حامض اللاكتيك في الدم عند مستوى (4 مللي مول) وفي ذلك تنمية للتحمل اللاهوائي وهناك نوعان من العتبة الفارقة هما :
- العتبة الهوائية : وتكون عند مستوى ( 2 مللي مول ) وهي اقل شدة تدريب تؤدي إلى تحسين التحمل الهوائي .
- العتبة اللاهوائية : وتكون عند مستوى ( 4 مللي مول ) وهي اقل شدة تدريب تؤدي إلى تحسين التحمل اللاهوائي .
وتشير التجارب أن المجهود عند شدة بمتوسط %74 هي الشدة المطلوبة لإنتاج حامض اللاكتيك عند مستوى ( 4 مللي مول ) وذلك في بداية الموسم أما في منتصفه تكون الشدة بمتوسط %86 أما معدل النبض التي ينتج عندها مستوى ( 4 مللي مول ) تكون في بداية الموسم 152-135 ض/د وذلك لتحقيق العتبة الفارقة اللاهوائية وفي منتصف الموسم تؤدى التكرارات بسرعات بحيث يكون معدل النبض بمتوسط 161 ض/د وتصل في نهاية الموسم 172 ض/د . لذلك يرى ( ماجلشو ) من خلال نتائج الدراسات والبحوث أن سرعة أداء التكرارات بنسبة %85-75 من مستوى الحد الأقصى لاستهلاك الأوكسجين عند معدل نبض للقلب 150-140 ض/د تشير إلى افضل سرعات للتدريب في بداية الموسم أما في نهايته تكون الشدة من %90-85وبنبض قلب من 170-150 ض/د .
.4 تدريب تحمل اللاكتيك : أن تدريب الرياضيين على زيادة القدرة على تحمل اللاكتيك الذي يتراكم في عضلاتهم في السباقات يجعلهم قادرين على إنهاء السباق أسرع مع المحافظة على السرعة لأطول فترة ممكنة فهذه التكيفات الفسيولوجية تسمح بإنتاج مزيد من الطاقة اللاهوائية ويتم تنمية تحمل اللاكتيك من خلال :
- تحسين عمل المنظمات Buffers بزيادة نشاط أنزيم LDH في العضلات
- زيادة تحمل الآلام الناتجة عن تراكم الأحماض مما يساعد الرياضي على المحافظة على سرعته في السباق بالرغم من النقص التدريجي في الآس الهيدروجيني للعضلات (pH) لذلك فان القدرة على تحمل تراكم اللاكتيك له أهمية خاصة في النجاح في السباقات وخصوصا في النصف أو الثلث الأخير منها ، وعدم التحسن في هذه العمليات الفسيولوجية يؤدي إلى ظهور تراكم حامض اللاكتيك مبكرا خلال السباق . لذلك يجب أن تكون الأحمال التدريبية شدتها قوية لكي تجبر الأنزيمات المسؤولة من إنتاج الطاقة لاهوائيا على العمل بأكبر فاعلية وهذه الأنزيمات التي تستخدم لهدم فوسفات الكرياتين وكلايكوجين العضلة وبناء على ذلك فان أوقات التمرين يجب أن لا يزيد عن 2-1 دقيقة لان الزيادة عن ذلك يكون الاعتماد بشكل اكبر على إمداد الطاقة هوائيا وإذا كان زمن التمرين طويل بالإمكان تكراره بعد قليل خلال التدريب الواحد . ويذكر كل من ( فوكس وباورز ) ” لكي يتأكد المدرب من الاعتماد الكلي تقريبا على القدرة اللاهوائية فمن الحكمة أن يدرب بشدة %90 من الحد الأقصى في التمارين الطويلة نسبيا والشدة القصوى في الزمن الأقل وذلك لكي يعمل التدريب على زيادة الحمل على العمليات البيوكيميائية المسؤولة عن إعادة بناء ATP لاهوائيا في العضلات المخططة وهناك دلائل تم الحصول عليها من تحليل الدم والنسيج العضلي تؤيد حدوث ذلك.
.5 التدريب بسرعة السباق : يؤدي التدريب بهذا النوع إلى حدوث تكيف مع السباق وإحداث بعض أشكال التوافق والتكيف مع عمليات تمثيل الطاقة للسباق وتحسين القدرة على الاستمرار في السرعة لفترة طويلة .
أنظمة الطاقة Energy System
يؤدي التدريب الرياضي إلى حدوث تغيرات فسيولوجية وكيمائية داخل الخلية العضلية لغرض إطلاق الطاقة اللازمة للأداء البدني . ويتوقف مستوى تقدم اللاعب على مدى إيجابية التغيرات الكيميائية بما يحقق التكيف لأجهزة وأعضاء الجسم لمواجهة الجهد والتعب الوظيفي والبدني الناتج عن التدريب والمنافسات .
وترتبط عمليات التمثيل الحيوي للطاقة بما يحدث داخل الخلايا العضلية من العمليات الكيميائية المعقدة لإطلاق الطاقة اللازمة لعمليات الانقباض العضلي .
إن تنوع حركات الجسم والأنشطة البدنية المختلفة يقابلها تنوع في نظم إنتاج الطاقة ، ويذكر كل من ( محمد احمد وبكر محمد ) أن اغلب علماء فسيولوجيا الجهد البدني ومنهم ( هولمان وهتنجر ) و ( كونسلمان ) و( سيسل وكولين ) و ( فوكس وماثيوس ) و ( علاوي وأبو العلا ) و ( بهاء الدين سلامة ) قد اتفقوا على إن هناك ثلاثة أنظمة للطاقة هي :
.1 النظام الفوسفاتي THE PHOSPHATE SYSTEM .
.2 نظام حامض اللاكتيك THE LACTIC ACID SYSTEM .
.3 النظام الاوكسجيني أو الهوائي OXYGEN AEROBIC SYSTEM .
وتتداخل هذه النظم الثلاثة وتتعاون في إمداد العضلات بالطاقة بنسب مختلفة تبعا لطبيعة الأداء البدني والانقباض العضلي وشدته وبالتالي فهي تختلف في سباقات السرعة عنها في سباقات التحمل .
وعلى ضوء ذلك فان سباقات السرعة في العاب القوى مثل 400-200-100 متر قد صنفت على أنها لاهوائية وذلك لان الأكسدة التي تحدث في الخلايا العضلية تكون أكسدة لاهوائية حيث تعتمد على الفوسفات وتحلل الكلايكوجين إلى كلوكوز .
بينما في سباقات التحمل مثل 5000-3000-1500 متر جري صنفت على أنها هوائية لان الأكسدة التي تحدث في الخلايا طول مسافة السباق تكون أكسدة هوائية باستثناء فترات قليلة في بداية السباق ونهايته حيث يتدخل النظام اللاهوائي لثوان معدودة بينما أثناء مرحلة السباق يكون النظام الهوائي الذي يعتمد على الأوكسجين هو الوسيلة الرئيسة التي تعتمدها الخلايا العضلية في احتياجها للطاقة .
فبالإضافة إلى تقسيم الألعاب إلى أنظمة الطاقة المذكورة إلا إن المصادر الفسيولوجية تذكر بان هناك علماء وضعوا تقسيمات أخرى . فعلى سبيل المثال قام ( فوكس وزملائه ) بتقسيم الأنشطة الرياضية حسب زمن أدائها ومصدر الطاقة التي تستمد منها الوقود إلى أربعة فترات حيث شملت :
.1 الفترة الزمنية الأولى على الأنشطة التي تستغرق اقل من 30 ثانية وتعتمد هذه الأنشطة على الجزئي الكيميائي المخزون في العضلات والغني بالطاقة ثلاثي ادينوسين الفوسفات Adenosine Tri Phosphate أو باختصار ATP وكذلك على جزئي الفوسفو كرياتين Phospho Creatine ( PC ) .
.2 أما الفترة الزمنية الثانية فتخصصت للرياضات التي تستغرق من 90-30 ثانية التي تستهلك الجزئي الفوسفو كرياتين وتعتمد على النظام اللاهوائي الذي يوفر الطاقة عن طريق تحليل الكاربوهيدرات الكلوكوز .
.3 أما الفترة الثالثة فشملت الأنشطة التي تستغرق من 180-90 ثانية وهي التي تعتمد على عمليات التمثيل الغذائي اللاهوائي للكلوكوز .
.4 أما الفترة الرابعة والأخيرة فتحتوي على الأنشطة الرياضية التي تزيد عن 180 ثانية في أدائها والتي تعتمد على أكسدة الكلوكوز والدهون ( النظام الهوائي ) كمصدر أساسي في توفير الوقود لعضلات الهيكلية العاملة .
وقام الباحث الكندي ( روي شابيرد Roy Shapperd ) بوضع تقسيم آخر للأنشطة الرياضية وعن كيفية استهلاك الوقود خلالها إلى 5 مراحل حيث حدد :
- المرحلة الأولى بأقصى انقباض عضلي ولمرة واحدة .
- المرحلة الثانية فخصصها للأنشطة الرياضية التي تستغرق اقل من 10 ثواني .
- المرحلة الثالثة ركز فيها على الأنشطة الرياضية التي تستغرق من 60-10 ثانية.
- المرحلة الرابعة للأنشطة من دقيقة واحدة إلى ساعة واحدة .
- المرحلة الخامسة والأخيرة فخصصها للألعاب التي تتميز بالتحمل الهوائي والتي تستغرق في العادة اكثر من ساعة .
وأخيرا قام العالمان ( سكينر ومورغان Skinner & Morgan ) بالاعتماد على المعلومات والنتائج المتوفرة من احدث البحوث والدراسات عن حامض اللاكتيك واللاكتيت ودورهما أثناء المجهود البدني وعن المعلومات عن شدة الحمل البدني حيث قسما الأنشطة الرياضية إلى المراحل التالية :
.1 مرحلة القدرة اللاهوائية Aerobic power
والتي تضمنت الأنشطة الرياضية التي تستغرق أدائها من ثانية إلى 10 ثواني ، حيث إن مصدر الوقود هو ATP والجزئي الفوسفو كرياتين .
.2 مرحلة السعة اللاهوائية Anaerobic capacty
وتشمل على الأنشطة التي تستغرق من 20 إلى 45 ثانية ، فبجانب المصادر السابقة تشترك عملية الجلكزة اللاهوائي في توفير الوقود لهذه المرحلة .
.3 مرحلة تحمل حامض اللاكتيك Lactic acid tolerance
والتي تستغرق من دقيقة واحدة إلى 8 دقائق .
.4 المرحلة الهوائية
التي احتوت على الأنشطة التي تزيد عن 10 دقائق والتي تعتمد على التحليل الهوائي للكلوكوز كمصدر أساسي لتوفير الوقود لها.
من ذلك يتضح إن كافة المصادر قد اتفقت على إن هناك تباين بين الألعاب الرياضية حسب شدة وزمن أدائها ومصدر الطاقة التي تستمد منه وقودها للاستمرار بالمجهود البدني لتلك اللعبة و التقسيم الأخير للعالمان ( سكينر ومورغان Skinner & Morgan ) هو اقرب من بقية التقسيمات إلى التدريب الرياضي .
المراجع والمصادر المستخدمة :
(1) محمـد علـي الــقط : وظائف أعضاء التدريب الرياضي – مدخل تطبيقي ، القاهرة ، دار الفكر العربي ، 1999 ، ص17 .
(2) عبد الله حسين اللامــي : الأسس العلميــة للتدريــب الرياضي ، بغداد ، الطيف للطباعة ، 2004 ، ص95-94 .
(3) مفتي إبراهيم حماد : مصدر سبق ذكره ، 1998 ، ص106
(4) حسين احمد حشمت ، نادر محمد شلبي : فسيولوجيا التعب العضلي ، ط1 ، القاهرة ، مركز الكتاب للنشر ، 2003 ، ص45 .
(5) كاظم جابر أمير : الاختبارات والقياسات الفسيولوجية في المجال الرياضي ، ط1 ، الكويت ، 1997 ، ص110 .
(6) محمـد احمد عبده خليل ، بكر محمد احمد سلام : دراسة تأثير تراكم مستويات عالية من حامض اللاكتيك على كفـاءة العمل الهوائي واللاهوائي اللاحق لدى الرياضيين ، المجلة العلمية للتربية البدنية والرياضية – كلية التربية الرياضية بالهرم ، جامعة حلوان ، 1996 ، ص194
(7) عبد المنعـــم بدير : المتطلبات الفسيولوجية للأحمال البدنية مختلفة الشدة ، البحرين ، مجلة علوم الطب الرياضي ، العدد2 ، دار الفكر العربي ، 1995 ، ص46 .
(8) امر الله البساطي : مصدر سبق ذكره، 1998 ، ص79 .
(9) Fox E. L. , Bowers R. W, Foss M. L.: Sport physiology , ( 3rd ed ) , Sounders college publishing , Philadelphia , U. S. A. 1988 , p.209.
(10) Maglischo , E.W. : ( op . cit ) , 1982 ,p.302-309-313-322-325-330 .
(11) Maglischo , E.W. : Swimming faster , Mayfield publishing co. , California state , U.S.A. , 1993 ,p.88 .
(12) Jarver , J. : Middle distances , Taf news press , Los Altos , cal , 1979 , p. 16-17 .
(13) Daivid Sunderland : ( op . cit ) , 1986 , p. 69 .
(14) Bompa . T. O. Theory and Methodology of training. second print . Kendall hunt publishing company . Dubuqua. Lowa 1985 , p. 239-248 .
(15) J. M. Ballesteros , J. Alvares. Track and Field a basic coaching manual books. N. 1. Spain 1979 , p. .
(16) Daivid Sunderland : ( op . cit ) , 1986 , p.69 .
محول الأكوادإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء الإبتسامات